قصة… فرقنا القدر ولكن سيجمعنا الله بيوم الحشر
وأول ما اقتربت تجاهه الفتاة ذهب مبتعدا عنها وأمسك بأول كتاب وقعت عليه يده، ودفع لها ثمنه ورحل مسرعا.
مر يوم ويوم آخر والشاب غائب لم يتردد على المكتبة لشراء الكتب منها كحاله الذي دام عليه أياما متعددة، جدت الفتاة في السؤال عليه حتى يطمئن قلبها، وبالفعل استطاعت التوصل إلى عنوانه.
وأول ما وصلت إلى المنزل طرقت الباب وإذا بامرأة ترتدي ملابس سوداء ويهيم على ملامحها الحزن الدفين تفتح لها الباب.
ابتسمت الفتاة في وجهها كطبيعتها الدائمة وسألتها عن الشاب، فاضت عيني المرأة بالدموع أول ما سمعت اسمه وقالت: “لقد توفي يا بنيتي!” وأطالت النظر في وجهها الجميل وسألتها عن اسمها،
وأول ما أجابتها الفتاة قالت: “لم أرى ابني منذ أن ولدته في حالة شبيهة بحالته في الأيام الماضية، لقد أحبكِ بصدق وإخلاص يا بنيتي لولا القضاء والقدر، فقد كان مكتوب عليه العمر القصير مع الألم الكثير،
وعلى الرغم من شدة حبه لكِ إلا أنه لم يتمكن من مصارحتكِ به والاعتراف أمام عينيكِ”.
دمعت عينا الفتاة وقالت لوالدة الشاب بعدما ارتمت في أحضانها: “لو فتح كتابا واحدا لعلم مدى حبي له، لقد أحببته منذ أن كنت صغيرة، ولم ترى عيناي طوال عمري رجلا بكل الدنيا إلاه، لو فتح كتابا واحدا لاختلف كل شيء الآن”.